القرآن الكريمالسنة النبوية

لــوحــة محررين المدونة

فرز حسب:

حرية المرأة في الإسلام: رؤية شرعية شاملة تتناول الحجاب ومكانة المرأة

تعرف على حرية المرأة في الإسلام من منظور شرعي، حقوقها، مكانتها، ودور الحجاب الشرعي في حفظ كرامتها وكرامة المجتمع.

حرية المرأة في الإسلام: رؤية شرعية شاملة تتناول الحجاب ومكانة المرأة

في عصر تتلاطم فيه الأفكار وتتشابك فيه المفاهيم، يبرز موضوع حرية المرأة في الإسلام كأحد أكثر القضايا جدلاً وحضوراً على الساحة الفكرية العالمية. تُلقي هذه المقالة الموسوعية الضوء على هذا المفهوم من منظور الشريعة الإسلامية، مستهدفة تقديم رؤية متكاملة توضح كيف كرّم الإسلام المرأة ومنحها حقوقاً سبقت بها كل الحضارات، وكيف أن الحجاب الشرعي ليس قيداً، بل هو جزء من منظومة متكاملة لحفظ كرامة المرأة وعفتها. نستعرض هنا الأدلة من القرآن والسنة، ونحلل أقوال العلماء، ونرد على الشبهات المثارة بأسلوب يجمع بين الدليل الشرعي والمنطق العقلي، لنقدم إجابة شافية حول حقيقة مكانة المرأة في الشريعة.

وضع المرأة قبل الإسلام: نظرة تاريخية إلى عصور الظلام

لفهم حجم الثورة التشريعية التي أحدثها الإسلام في ملف المرأة، لا بد من إلقاء نظرة سريعة على حالها في الحضارات والمجتمعات التي سبقته أو عاصرته. لم تكن المرأة، في أغلب تلك الثقافات، أكثر من متاع يُورث أو سلعة تُباع وتُشترى، مسلوبة الإرادة والكرامة.

المرأة في المجتمع العربي الجاهلي

كانت المرأة في الجاهلية تعاني من ظلم فادح. لقد وصل الأمر ببعض القبائل إلى وأد البنات (دفنهن وهن على قيد الحياة) خشية العار أو الفقر، وهي جريمة نكراء صورها القرآن الكريم في أبشع صورها فقال تعالى: ﴿وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ ۚ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾ (النحل: 58-59). لم يكن لها حق في الميراث، بل كانت هي نفسها تُورث كجزء من تركة زوجها، وتُجبر على الزواج بمن لا تريد.

المرأة في الحضارات الأخرى

  • في الحضارة الرومانية: كانت المرأة تحت السلطة الكاملة لرب الأسرة (الأب ثم الزوج). لم تكن لها أهلية قانونية مستقلة، وتُعامل كقاصر طوال حياتها.
  • في الحضارة اليونانية: نظر إليها فلاسفة كبار مثل أرسطو على أنها "رجل ناقص"، وكانت محصورة في المنزل، ومهمتها الوحيدة هي الإنجاب ورعاية البيت.
  • في شريعة الهنود (شريعة مانو): "ليس للمرأة أن تستقل بنفسها أبدًا". كانت تُحرق مع زوجها المتوفى في طقوس مروعة.
  • في اليهودية المحرفة: كانت تُعتبر مصدر الغواية واللعنة التي حلت على البشرية، وكان الأب يملك حق بيع ابنته القاصر.

هذا السياق التاريخي المظلم يُظهر أن العالم بأسره كان بحاجة إلى نور إلهي يعيد للمرأة إنسانيتها وكرامتها، وهذا النور هو الذي أشرق برسالة الإسلام.

كيف جاء الإسلام ليكرم المرأة ويعيد لها حقوقها؟

جاء الإسلام ليكون ثورة حقيقية على كل الأعراف الظالمة، وليؤسس لمبدأ المساواة في الإسلام في أصل الخلق والكرامة الإنسانية والتكاليف الشرعية. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ (الحجرات: 13). لقد منح الإسلام المرأة حزمة متكاملة من الحقوق التي ضمنت لها حياة كريمة ومستقلة.

1. حق الحياة والكرامة الإنسانية

أول حق منحه الإسلام للمرأة هو حقها في الحياة. لقد حرّم الإسلام جريمة وأد البنات تحريمًا قاطعًا، وجعل من يقتلهن مجرمًا سيُسأل عن جريمته يوم القيامة: ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ﴾ (التكوير: 8-9). لم يكتفِ الإسلام بذلك، بل جعل لتربية البنات فضلًا عظيمًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَن عال جاريتينِ حتَّى تبلُغا، جاء يومَ القيامةِ أنا وهو كهاتينِ، وضمَّ أصابعَه" (رواه مسلم). هذا تأكيد مطلق على أن كرامة المرأة جزء لا يتجزأ من كرامة الإنسان التي صانها الإسلام.

2. الحرية الفكرية وحق التعليم

لم يفرق الإسلام بين الرجل والمرأة في طلب العلم، بل جعله فريضة على الجميع. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طلبُ العلمِ فريضةٌ على كلِّ مسلمٍ" (رواه ابن ماجه وصححه الألباني). كلمة "مسلم" هنا تشمل الذكر والأنثى بالإجماع. وقد ضربت نساء السلف أروع الأمثلة في هذا المجال:

  • السيدة عائشة رضي الله عنها: كانت من أعلم أهل زمانها، وروت آلاف الأحاديث، وكان كبار الصحابة يرجعون إليها في المسائل الفقهية الدقيقة.
  • السيدة أم سلمة رضي الله عنها: كانت فقيهة وعالمة ومستشارة للرسول صلى الله عليه وسلم في مواقف مصيرية كموقف صلح الحديبية.

إن الحرية الفكرية التي منحها الإسلام للمرأة مكنتها من أن تكون عالمة وفقيهة ومربية أجيال، مما يعكس رؤية الإسلام العميقة لدورها المحوري في بناء المجتمع.

3. الأهلية المالية والاقتصادية المستقلة

منح الإسلام المرأة ذمة مالية مستقلة تمامًا عن أبيها وزوجها، وهو حق لم تعترف به الكثير من القوانين الغربية إلا في العصور المتأخرة. للمرأة في الإسلام:

  • الحق في التملك: تملك العقارات والأموال وكل ما تكسبه.
  • الحق في العمل والكسب: لها أن تعمل وتتاجر وتستثمر أموالها.
  • الحق في الميراث: فرض لها القرآن نصيبًا محددًا في الميراث لا يمكن لأحد أن يمنعها منه.
  • الحق في المهر: المهر حق خالص للمرأة، لا يجوز لأبيها أو زوجها أن يأخذ منه شيئًا إلا برضاها.

والمثال الأبرز على ذلك هو السيدة خديجة رضي الله عنها، التي كانت سيدة أعمال ناجحة تدير قوافلها التجارية قبل الإسلام، وأقر الإسلام ذلك وزادها شرفًا ومكانة. هذه الاستقلالية المالية تمنح المرأة قوة وأمانًا اقتصاديًا.

4. الحق في اختيار الزوج والمشاركة الأسرية

أبطل الإسلام عادة إجبار الفتاة على الزواج، وجعل موافقتها شرطًا أساسيًا لصحة العقد. جاءت فتاة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: "إن أبي زوجني من ابن أخيه ليرفع بي خسيسته"، فجعل النبي الأمر إليها، فقالت: "قد أجزت ما صنع أبي، ولكن أردت أن تعلم النساء أن ليس للآباء من الأمر شيء" (رواه ابن ماجه). هذا الحديث أصل في إثبات حقوق المرأة في تكوين أسرتها. كما أن الإسلام جعلها شريكة للرجل في إدارة الأسرة، وليست مجرد تابع. قال صلى الله عليه وسلم: "والمرأةُ راعيةٌ في بيتِ زوجِها ومسؤولةٌ عن رعيتِها" (متفق عليه).

مفهوم الحرية الحقيقية في الإسلام: بين العبودية لله والتحرر من الهوى

إن إشكالية فهم حرية المرأة في الإسلام تنبع أساسًا من اختلاف المرجعية الفلسفية بين المنظور الإسلامي والمنظور المادي الغربي. الحرية في الإسلام ليست انفلاتًا من كل قيد، بل هي التحرر الحقيقي من عبودية الهوى والشهوات والتقاليد الباطلة، والانتقال إلى رحابة العبودية لله وحده.

الحرية الإسلامية قائمة على المسؤولية والعدالة. فكل حق يقابله واجب، وكل حرية لها ضوابط تضمن ألا تتعدى على حقوق الآخرين أو على مصلحة المجتمع. إنها حرية تهدف إلى تحقيق السعادة في الدنيا والآخرة، وليس مجرد متعة عابرة. إن الله عز وجل عندما يضع ضوابط للباس أو للعلاقات، فإنه لا يهدف إلى التضييق، بل إلى حماية الإنسان (رجلًا كان أو امرأة) من نفسه ومن الآخرين، وتحقيق السمو الروحي والأخلاقي.

الحجاب الشرعي: رمز العفة أم قيد الحرية؟

يقع الحجاب الشرعي في قلب الجدل الدائر حول حرية المرأة في الإسلام. يراه البعض رمزًا للقيود، بينما يراه المسلمون رمزًا للعفة والكرامة وتشريعًا إلهيًا يهدف إلى حماية المرأة والمجتمع. لفهم هذه القضية، يجب تناولها من جوانبها كافة.

1. تعريف الحجاب وأدلته الشرعية

الحجاب لغةً هو الستر. وشرعًا، هو لباس يستر جسد المرأة ما عدا الوجه والكفين (على قول جمهور العلماء)، وله شروط محددة:

  • أن يكون ساترًا لجميع البدن.
  • ألا يكون زينة في نفسه.
  • أن يكون صفيقًا (سميكًا) لا يشف.
  • أن يكون فضفاضًا واسعًا لا يصف.
  • ألا يكون معطرًا.
  • ألا يشبه لباس الرجال أو لباس الكافرات.

والأدلة على وجوبه قطعية من القرآن والسنة:

  • من القرآن الكريم: قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ﴾ (الأحزاب: 59). قال الإمام ابن كثير في تفسيره: "يأمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يأمر النساء المؤمنات... بأن يدنين عليهن من جلابيبهن، ليتميزن عن سمات نساء الجاهلية".
  • من القرآن الكريم أيضًا: قال تعالى: ﴿وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ﴾ (النور: 31). الخمار هو غطاء الرأس، والجيوب هي فتحة الصدر. والأمر هنا واضح بستر الرأس والعنق والصدر.
  • من السنة النبوية: حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: "يا أسماءُ، إنَّ المرأةَ إذا بلغتِ المَحيضَ لم يصلُحْ أن يُرَى منها إلا هذا وهذا" وأشار إلى وجهه وكفيه. (رواه أبو داود).

2. الحكمة من تشريع الحجاب

لم يشرع الإسلام الحجاب ليكون قيدًا على المرأة، بل لحكم عظيمة تعود بالنفع عليها وعلى المجتمع بأسره:

  • حفظ كرامة المرأة: الحجاب يمنع من التعامل مع المرأة كجسد أو أداة إثارة، ويجبر الآخرين على التعامل معها بناءً على عقلها وشخصيتها وفكرها. إنه إعلان صريح بأنها إنسان كامل، وليست مجرد مظهر خارجي.
  • تحقيق العفة والطهارة المجتمعية: يساهم الحجاب في تقليل المثيرات في المجتمع، مما يغض من بصر الرجال والنساء، ويحفظ القلوب، ويقلل من انتشار الفواحش.
  • تمييز الهوية الإسلامية: الحجاب هو شعار المرأة المسلمة الذي تعتز به، والذي يعلن عن انتمائها لدينها والتزامها بأوامر ربها.
  • الحماية من الأذى: كما نصت آية سورة الأحزاب ﴿ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ﴾، فالحجاب يميز المرأة العفيفة المحتشمة عن غيرها، مما يقطع الطريق على مرضى القلوب وأصحاب النوايا السيئة.

إذًا، حرية اللباس في الإسلام ليست مطلقة، بل هي مقيدة بما يحقق المقاصد العليا للشريعة من حفظ للدين والنفس والعرض والعقل والمال.

الرد على الشبهات الشائعة حول حرية المرأة والحجاب

تُثار العديد من الشبهات والادعاءات المغلوطة حول هذا الموضوع، وفيما يلي تفنيد لأهمها بناءً على الأدلة الشرعية والعقلية.

  • الشبهة الأولى: الحجاب دليل على أن المرأة عورة وفتنة.

    الرد: الإسلام لا ينظر للمرأة على أنها فتنة بذاتها، بل يقر بوجود غريزة وميل طبيعي بين الجنسين. والتشريعات الإسلامية جاءت لتنظيم هذه العلاقة بما يحفظ كرامة الطرفين. فكما أُمرت المرأة بالحجاب، أُمر الرجل بغض البصر، وكلاهما مطالب بالعفة. فالتكليف مشترك والمسؤولية مشتركة. الحجاب ليس تهمة للمرأة، بل هو حماية لها وللرجل وللمجتمع.

  • الشبهة الثانية: الحجاب يعيق المرأة عن العمل والمشاركة في الحياة العامة.

    الرد: هذا ادعاء تكذبه حقائق الواقع والتاريخ. فكما ذكرنا، كانت الصحابيات يشاركن في كل مجالات الحياة وهن ملتزمات بحجابهن. واليوم، نرى الطبيبة المحجبة، والمهندسة، والمعلمة، والسياسية، وسيدة الأعمال. الحجاب لم يكن يومًا عائقًا عن النجاح والإنتاجية، بل العائق الحقيقي هو الأفكار المسبقة والتمييز الذي قد يمارسه البعض ضد المحجبات. الاستقلالية والنجاح لا يتعارضان مع الالتزام الديني.

  • الشبهة الثالثة: لماذا يُفرض الحجاب على المرأة فقط؟ أليس هذا تمييزًا؟

    الرد: الإسلام لم يفرض على المرأة الحجاب ويترك الرجل، بل فرض على كل منهما ما يتناسب مع طبيعته وتكوينه. فستر العورة مفروض على كليهما، ولكن عورة الرجل أخف من عورة المرأة. هذا الاختلاف في التشريع مبني على العدالة وليس المساواة المطلقة المتطابقة، فالعدالة هي إعطاء كل ذي حق حقه. طبيعة الجذب البصري عند الرجل أقوى، وطبيعة التزين والتجمل عند المرأة أوضح، فجاء التشريع ليوازن بين هاتين الطبيعتين بما يحقق المصلحة العامة.

مقارنة بين حرية المرأة في الإسلام وحرية المرأة في الفكر الغربي

من الضروري عقد مقارنة موضوعية بين المفهومين لتتضح الصورة كاملة، فبضدها تتبين الأشياء.

وجه المقارنة حرية المرأة في الإسلام حرية المرأة في الفكر الغربي (السائد)
المرجعية ربانية المصدر (القرآن والسنة). تهدف إلى تحقيق مرضاة الله والفوز بالآخرة. بشرية المصدر (فلسفات مادية وفردانية). تهدف إلى تحقيق أقصى درجات اللذة والمنفعة الدنيوية.
مفهوم الحرية حرية منضبطة بالشرع، تحقق التوازن بين الفرد والمجتمع. هي حرية مسؤولة. حرية مطلقة وفردانية. "جسدي ملكي وأفعل به ما أشاء"، وقد تتعارض مع مصلحة الأسرة والمجتمع.
نظرة للجسد أمانة من الله يجب الحفاظ عليها وعدم استخدامها في الحرام. الحجاب يصون هذا الجسد. ملكية خاصة للفرد، ويُنظر إليه أحيانًا كسلعة في عالم الإعلانات والموضة، مما يؤدي إلى "تسليع المرأة".
النتيجة تحقيق الكرامة، والعفة، والاستقرار الأسري، والسمو الروحي. تُقيّم المرأة بعقلها ودينها. قد تؤدي إلى الاستغلال الجسدي، وتفكك الأسرة، والقلق النفسي الناتج عن السعي الدائم لإرضاء معايير الجمال المادية. تُقيّم المرأة غالبًا بمظهرها.

إن حرية المرأة الغربية مقابل حرية المرأة في الإسلام ليست مقارنة بين التطور والتخلف، بل هي مقارنة بين رؤيتين مختلفتين للكون والإنسان والحياة.

الخاتمة: تكريم لا تقييد

في ختام هذه الرحلة المعرفية، يتضح جليًا أن الإسلام لم يقيد المرأة، بل حررها من قيود الجاهلية ومن عبودية الأهواء. لقد منحها الإسلام شخصية قانونية ومالية وفكرية مستقلة، وجعلها شريكة للرجل في بناء الحضارة الإنسانية. إن التشريعات التي قد تبدو في ظاهرها "قيودًا" للبعض، مثل الحجاب الشرعي، هي في حقيقتها صمامات أمان لحماية كرامتها وصيانة عفتها، وللحفاظ على تماسك الأسرة التي هي نواة المجتمع.

إن حرية المرأة في الإسلام هي حرية راقية، توازن بين الحقوق والواجبات، بين الفرد والمجتمع، بين متطلبات الروح والجسد. إنها دعوة للمرأة لتكون جوهرًا ثمينًا لا سلعة مبتذلة، وأن تكون فاعلة في مجتمعها بعلمها وعملها وأخلاقها، لا بمفاتنها ومظهرها. وتلك هي قمة التكريم وأسمى درجات الحرية.

إرسال تعليق

قواعد نشر التعليقات:

1- لا إساءة أو مشاجرات
2- التعليقات الإيجابية والإقتراحات والآراء فقط

الانضمام إلى المحادثة

الانضمام إلى المحادثة