نصائح زوجية
المقالة
الزواج آية من آيات الله، التي ذكرها الله جل وعلا في القرآن الكريم، وسنة الأنبياء والمرسلين صلوات ربِّي وسلامه عليهم، والإنسان ألصق شيء به زوجته، والله جعَل العلاقة بين الزوجين علاقة ودٍّ ورحمة، وجعل هذا النظام نظامًا تتحقَّق به السكينة والطُّمَأْنينة للزوجين، فإذا كانت العلاقة بين الزوجين نزاعًا وشقاقًا، ومعاداة كلِّ طرف للآخر، فهناك حالة مرَضية لا بدَّ أن تُعالج؛ لأن الأصل في العلاقة بين الزوجين المودَّة التي هي الحب والرحمة؛ قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم: 21]، وقال تعالى: ﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [البقرة: 228]. وهذه الآية تؤكِّد أن لكلٍّ من الزوجين حقًّا على الآخر، ونحن بصدد نصائح وإرشادات تُعين الزوجة - بإذن الله - على المحافظة على زوجها وبيتها ودوام الودِّ بينهما. أضع بين يديكِ - أيتها الزوجة المباركة - بعض النصائح والإرشادات: أنت ريحانة بيتك، فأشعري زوجك بعطر هذه الريحانة منذ لحظة دخوله للبيت. احرصي على التجديد الدائم في كل شيء في المظهر والكلمة واستقبالك له. عدم التردد أو التباطؤ عندما يطلب منك شيئا، بل احرصي على تقديمه بحيوية ونشاط. جددي في وضع أثاث البيت خاصة قبل عودته من السفر، وأشعريه بأنك تقومين بهذا من أجل إسعاده. احرصي على حسن إدارة البيت وتنظيم الوقت وترتيب أولوياتك. تفقدي مواطن راحته سواء بالحركة أو الكلمة، واسعي إليها بروح جميلة متفاعلة. كوني سلسة في الحوار والنقاش وابتعدي عن الجدال والإصرار على الرأي. افهمي القوامة بمفهومها الشرعي الجميل، والذي تحتاجه الطبيعة الأنثوية، ولا تفهميها على أنها ظلم وإهدار لرأي المرأة. عليك بالهدوء الشديد لحظة غضبه، ولا تنامي إلا وهو راض عنك. زوجك جنتك ونارك، ولا ترفعي صوتك في وجوده. لا تنتظري أو تتوقعي منه كلمة اعتذار، بل لا تضعيه في هذا الموضع إلا إذا جاءت منه وحده ولشيء يحتاج اعتذاراً فعلا. احرصي أن تجتمعا سويا على صلاة قيام الليل بين الحين والآخر، فإنها تضفي عليكما نورا وسعادة ومودة وسكينة، ألا بذكر الله تطمئن القلوب. كوني دقيقة في فهم احتياجاته؛ ليسهل عليك المعاشرة الطيبة دون إضاعة وقت. اهتمي بمظهره وملبسه، حتى ولو كان هو لا يهتم به ويتباسط في الملبس. لا تقدمي الشكوى للزوج من الأولاد لحظة عودته من الخارج، أو استيقاظه من النوم أو على الطعام؛ لأن ستكون لها آثارا سيئة عليه. لا تتدخلي عند توجيهه أو عقابه للأولاد على شيء. احرصي على إيجاد علاقة طيبة بين الأولاد والأب، مهما كانت مشاغله، ولكن بحكمة دون تعطيل لأعماله. أشعريه رغم انشغاله عن البيت؛ أنك تتحملين رعاية الأولاد بفضل دعائه لك، وباستشارته فيما يخصهم. لا تتعجلي النتائج أثناء تطبيق أي أسلوب تربوي مع أبنائك؛ لأنه إن لم يأخذ مداه والوقت الكافي الذي يتناسب مع سن الطفل؛ يترتب عليه يأس وعدم استمرار في العملية التربوية. كوني كل ليلة عروسا له ولا تسبقيه إلى النوم إلا للضرورة. لا تنتظري مقابلا لحسن معاملتك له؛ فإن كثيرا من الأزواج ما ينشغل فلا يعبر عن مشاعره بدون قصد. كوني متفاعلة مع أحواله، ولكن ابتعدي عن التكلف. البشاشة المغمورة بالحب والمشاعر الفياضة لحظة استقباله عند العودة من السفر. تذكري دائما أن الزوج وسيلة نتقرب بها الى الله تعالى. استقبلي كل ما يأتي به إلى البيت من مأكل وأشياء أخرى، بشكر وثناء عليه. احرصي على أناقة البيت ونظافته وترتيبه، حتى ولو لم يطلب منك ذلك، مع الجمع بين الأناقة والبساطة. اضبطي مناخ البيت وفق مواعيده هو، ولا تشعريه بالارتباك في أدائك للأمور المنزلية. كوني قانعة واحرصي على عدم الإسراف بحيث لا تتجاوز المصروفات الواردات. مفاجأته بحفل أسري جميل مع حسن اختيار الوقت الذي يناسبه هو. اشعاره باحتياجك دائما لأخذ رأيه في الأشياء المهمة، والتي تخصك وتخص الأولاد دون اللجوء إلى عرض الأمور التافهة. تذكري دائما أنوثتك وحافظي عليها، وعلى إظهارها له بالشكل المناسب والوقت المناسب دون تكلف. عند عودته من الخارج وبعد غياب فترة طويلة خارج البيت، لا تقابليه بالشكوى والألم مهما كان الأمر صعبا. أشركي الأولاد في استقبال الأب من الخارج أو السفر. اجعلي أسلوبك عند توجيه الأبناء شيقا جميلا، يخاطب العقل والوجدان معا، ولا تعتمدي على التنبيه فقط؛ حتى تكوني قريبة إلى قلوب أبنائك (أي اقناع الولد بالخطأ الذي اقترفه وليس الزجر فقط). أبدعي في شغل وقت فراغهم، خاصة في الإجازات وتنمية مهاراتهم وتوظيف طاقاتهم في الأشياء المفيدة. كوني صديقة لبناتك وأدركي التغيرات النفسية التي تمر بها الفتاة في كل مرحلة. ساعدي الصبية على إثبات الذات بوسائل عملية تربوية. احرصي على إيجاد روح التوازن بين واجباتك تجاه الزوج والأولاد والبيت والعمل. احترام وتقدير والديه وعدم التفريق في المعاملة بين والديه ووالديك، فهما أهديا إليك أغلى هدية وهي زوجك الغالي. استقبلي أهل الزوج بترحيب وكرم، وتقديم الهدايا لهم في المناسبات، وحثه على زيارتهم حتى وإن كان لا يهتم لذلك. تعرفي على أمر الله ونبيه صلى الله عليه وسلم؛ لكي تعرفي حقَّ زوجك عليك، وعِظَم حقِّه؛ فإنَّ ذلك أصل في صلاح العلاقة واستمرارها ونموِّ المحبة بينكما. تعرفي على الصفات التي يحبُّها الزوج في زوجته، وطبِّقيها في واقع حياتكِ. ابتعدي عن الصفات والأفعال التي يُبغضها زوجُكِ، وابتعدي عنها، وتذكَّري: إنما الطاعة بالمعروف، ولا تُغضبي ربَّكِ من أجل زوجِكِ؛ (فلا طاعةَ لمخلوق في معصية الخالق). ابتعدي أنت وزوجكِ عن جلب المحرَّمات للبيت، أو ارتكاب الذنوب والسيئات في البيت، من أجل ألَّا تكثر الخلافات بينكما؛ فإن الذنوب شُؤم على أصحابها وأهلها. احرصي على الخير، وكثرة الصلاة، وتلاوة القرآن الكريم وتشغيله في البيت؛ فالبيتُ الذي يُتلى فيه كتابُ الله بيتٌ مرحوم مبارك ملؤه الحبُّ. احرصي على مجلس ذِكْر؛ كي تغشاكم الرحمة، وتحفَّكم الملائكة، ويذكركم الله فيمَن عنده؛ كما جاء في الحديث. لا تُفشي أسرار حياتكِ الخاصة عند الآخرين؛ فإن ذلك يُغضب الله ورسوله. وقف الإنسانُ على كل صغير وكبير؛ غرق في معاناة وشقاقٍ، وثقي تمامًا أن الكمال التام لله سبحانه وتعالى، وأن الحياة تحتاج إلى تسامُح وتنازُلات مالم تصلْ إلى دِين أو عِرض. الاهتمام بضيوفه وإكرامهم؛ لأن هذا شيء يشرفه. اهتمي بأوراقه وأدواته الخاصة وحافظي عليها. اجعلي البيت مهيأ لأن يستقبل أي زائر في أي وقت، ونسّقي كتبه وأوراقه بدقة وبشكل طبيعي، دون أن تتفقدي ما يخصه طالما لا يسمح لك. لا تعتبي عليه تأخره وغيابه عن البيت، بل اجمعي بين إشعاره بانتظاره شوقا والتقدير لأعبائه فخرا. أشعريه دائما أن واجباته هي الأولوية الأولى، مهما كانت مسؤولياتك وأعمالك. اعلمي أن من حقه أن يعرف ما يحتاجه، عن طبيعة ما تقومين به من عمل، دون التعريض لتفاصيل ما يدور بينك وبين أخواتك. أشعريه باهتمامك الشخصي؛ فالزوجة الماهرة هي التي تثبت وجودها في بيتها، ويشعر بها زوجها طالما وجدت حتى وإن كان وقتها ضيقاً. انتبهي أن تؤثر على طبيعتك الأنثوية، كثرة الاعمال الدعوية والمهنية. حافظي على أسرار بيتك، وأعينيه على تأمين عمله بوعيك وإدراكك لطبيعة عمله. لا تضعيه أبدا في موضوع مقارنة بينه وبين آخرين، بل تذكري الصفات الجميلة التي توجد فيه. وأخيرا لا تعتمدي على الجهد البشري كلية، ولا تنسي أننا دائما نحتاج إلى توفيق الله. أسأل الله أن يُصلح ويُديم المحبة والرحمة بين كل زوجين، وأن يُصلح بيوت المسلمين أجمعين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.