كيف أفكر؟
د. محمد ربيع أحمد حسين
دكتوراه في القانون الدولي العام الجامعة الأمريكية المفتوحة - واشنطنالمقالة
كثيرا من الأشخاص يضطرب عندما يريد أن يأخذ قرارا، فيصيبه القلق والحيرة والإرباك والشك، ويبقى في ألم مستمر وفي صداع دائم. لابد على المرء أن يسيطر على أفكاره، فيحاصر السلبي منها ويضعفه، وينمي الإيجابي وينشطه. طريقة تفكيرك واتخاذ قرارك إما هو لك أو عليك. إما أن تعيش بأمان وهناء أو تعاسة وشقاء. إن على العبد أن يشاور وأن يستخير الله عز وجل، وأن يتأمل قليلا، فإذا غلب علي ظنه الرأي الأصوب يقدم بلا إحجام ويعزم ويتوكل على الله حتى تنتهي حياة التردد والاضطراب. إن التردد فساد في الرأي وبرود في الهمة، ومرض لا علاج له إلا العزم والثبات. عصر التكنولوجيا الذي وصلنا إليه الآن ما هو إلا فكرة من زمن ماض، ولكن بحسن الإدراك والثبات والمعرفة والإصرار، وصلنا إلى من نحن عليه الآن. الفكرة هي بداية الهدف ومرجع العقل في التجارب والخبرات. الفكرة يمكن أن تكون سبب في أمراض نفسية، ويمكن أن تكون سبب في الإحساس بالسعادة، ويمكن أن تكون سبب في الإحساس بالألم، وفكرة خوف وفكرة شجاعة وفكرة طموح وغيره. فالفكرة ليس لها حدود، ولا تتأثر بالوقت أو المسافات، فيمكن للفكرة أن تظهر في الصباح أو المساء ، سواء كنت سعيدا أو حزينا أو مريضا.. لابد ألا تدخل في دوامة الأحاسيس السلبية، وتقوم على الفور وتنقذ نفسك من هذه الأفكار. لابد أن تجعل أفكارك ذات قيمة لها فائدة إيجابية ولا تهدر وقتك وعقلك فيما يرهقه. العقل نعمة الله للإنسان في هذه الحياة، ولذلك بدون العقل فإن الفشل مؤكد وبتنميته فالنجاح محتوم. لابد للمرء أن يتدبر من خلال التخطيط للأمور، وأن يستخلص العبر من الماضي من خلال تجارب الآخرين. اترك للعقل فرصة ليقوم بالتحليل ويبحث عن الحلول. يجب عليك أن تبعد العواطف والأهواء عن عقلك، ليستطيع إصدار الأحكام بوضوح. عليك بأن تنطلق من حيث يوجد الإيمان فكل شيء في الحياة يمكن أن يفشل إلا الإيمان. عندما ترغب في شيء لدرجة أن تستعد لإتمامه مهما تطلب منك الأمر فثق أنك سوف تصل إلى هدفك. من يريد حياة سعيدة يجب أن يفكر بنفسه، يكون صاحب قرار ولا يجعل حياته ورقة للجميع يشخبط عليها. أن تأخذ قرارك بنفسك وتخطيء ثم تصلح خطأك خير من أن يجعلك الآخرين مسودة تجاربهم. قال تعالى ﴿فإذا عزمت فتوكل على الله﴾.